تعد آلام أسفل الظهر من أكثر المشكلات الصحية الشائعة التي يعاني منها كثير من الناس، وتتعارض أفضل الأساليب العلاجية لهذه المشكلة مع المعتقدات التي يتداولها الناس بشكل عام، لذا فقد أشارت العديد من الأبحاث الدولية إلى ضرورة تعريف الناس بكافة الجوانب المتعلقة بآلام أسفل الظهر كطريقة ناجعة في الحد من المشكلة وتقليل التكاليف التي تتحملها المجتمعات بسببها.
ظهري يؤلمني، لذا سأعاني من آلام الظهر من الآن فصاعدًا
على الرغم من أن آلام أسفل الظهر تكون حادة وصعبة جدًا، إلا أن معظم الأشخاص يتعافون منها بشكل جيد جدًا ولا يكون لها تأثير يُذكر على نوعية وطريقة حياتهم. ومن الشائع بين الأشخاص المصابين بآلام أسفل الظهر أن تأتيهم نوبات الألم بشكل عرضي طيلة حياتهم، كما أنها لا تتسبب في الإصابة بالإعاقة إلا في حالات نادرة. وبالنظر إلى الأشخاص الذين يصابون بمشاكل الإعاقة لفترات طويلة نتيجة لآلام أسفل الظهر، سنجد أن عددهم قليل جدًا. وتوضح الأبحاث ذات الصلة أنه في حالة تعرض الأشخاص لآلام أسفل الظهر للمرة الأولى، فإن بإمكانهم وقاية أنفسهم من التعرض للإصابة مجددًا عن طريق بعض النصائح البسيطة.
أعاني من آلام في الظهر، لذا عليّ أن أبقى في الفراش وأخذ قسط من الراحة
إن تجنب القيام بالأنشطة الشاقة والخطيرة في بداية الإصابة بآلام الظهر للمرة الأولى يمكن أن يساعدك في تخفيف حدة الألم، كما هو الحال في أي ألم يصيب بقية أجزاء جسمك كالتواء الكاحل وخلافه. وهناك دلائل جيدة تشير إلى أن العودة لممارسة الأنشطة المعتادة، كأنشطة العمل والهوايات، تساعد بشكل كبير في التعافي من آلام الظهر وذلك على عكس من الفكرة الشائعة بضرورة الحصول على قسط طويل من الراحة، فقد ثبت أن التدرج في ممارسة التمارين والعودة إلى الأنشطة المعتادة يمكن أن يساهما في الحد من خطر الإصابة بآلام الظهر في المستقبل ومن ثمّ الإعاقة.
كلما زادت آلام الظهر، كلما زاد تلف العمود الفقري
إن زيادة الشعور بالألم في الظهر لا يعني بالضرورة زيادة تلف العمود الفقري، فقد يعاني بعض الأشخاص من مشكلة صحية واحدة في الظهر لكن حدة الألم تكون متباينة، فدرجة الألم الذي يشعر به كل شخص تختلف تبعًا لعوامل عديدة منها المواقف الذي تتسبب في الشعور بالألم، وخبرات الألم السابقة، والحالة المزاجية للشخص، ومخاوفه، ومستوى لياقته البدنية، ومستويات التوتر، ونمط التكيف مع الألم. وعندما تصاب بألم في أسفل الظهر، فقد يعني ذلك أن الأعصاب المسئولة عن إرسال ومعالجة الآلام “نشيطة” بدرجة أكبر نسبيًا مقارنة بأشخاص آخرين، وهذا قد يعني أن شعورك بالألم يزيد عند الحركة أو محاولة فعل شيء مّا، كما أنه لا يستلزم حدوث تلف بالعمود الفقري. وفي هذه الحالات، يمكن اتباع العديد من الاستراتيجيات، كالتمارين مثلا، لتخفيف حدة الألم وعدم القدرة على الحركة.
الألم الذي أشعر به في ظهري سببه أن شيئًا مّا قد “تحرك من مكانه”
ليست هناك أي أدلة تشير إلى حدوث آلام أسفل الظهر نتيجة لتحرك أي من العظام أو المفاصل من مكانها أو اختلال وظيفي في الحوض. وبالنسبة لمعظم الأشخاص، لم تظهر الأشعة السينية والفحص بالأشعة وجود أي أدلة على تحرك أي العظام أو المفاصل من موضعها. وفي بعض الحالات المصابة بتغير في محاذاة العمود الفقري، لا تكون احتمالية هناك احتمالية كبيرة للإصابة بآلام أسفل الظهر، وحتى عندما تشعر بتحسن بعد فترة زمنية قصيرة من المعالجة اليدوية لظهرك، فإن هذا لا يعني أن شيئًا مّا قد عاد إلى مكانه الصحيح، فالاعتقاد بأن شيئًا مّا يتحرك من مكانه غير صحيح بالمرة!
أحتاج إلى الكشف على آلام الظهر بالأشعة السينية أو الفحص بالأشعة
لا تحتاج معظم حالات الإصابة بآلام أسفل الظهر إلى إجراء الأشعة السينية أو الفحص بالأشعة. وعلى الرغم من المبالغ الباهظة التي ينفقها الأشخاص المصابون بآلام أسفل الظهر على هذه الفحوصات سنويًا، إلا أنها لا تعد إجراءات ضرورية في هذه الأحوال، كما أن العديد من هذه الفحوصات يتطلب تعرض المرضى للإشعاع دون وجود ضرورة لذلك، بخلاف بعض الفحوصات التي تساعد في معالجة هذه المشكلة بشكل أفضل. وفي حقيقة الأمر، من الممكن أن تظهر هذه الفحوصات بعض أعراض “التآكل” حتى على الأشخاص البالغين الذين لا يعانون من آلام في أسفل الظهر. وبالتالي فإن الفحوصات الطبية البسيطة تكفي لتحديد ما إذا كان المريض بحاجة لإجراء الفحوصات الإشعاعية أم لا، وكما قلنا ليست هناك حاجة لإجراء هذا النوع من الفحوصات إلا في حالات قليلة.
أحتاج إلى عملية جراحية لعلاج آلام الظهر
لا يتعين إجراء تدخل جراحي للأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر إلا في حالات قليلة جدًا، فالنتائج التي يتم الحصول عليها على المدى البعيد من جراء التدخل الجراحي هي تقريبًا نفس النتائج التي يتم الحصول عليها باستخدام العلاج الطبيعي، بل إن العلاج بالتدخل الجراحي له مخاطر بالغة، وبالتالي يجب عدم اللجوء إليه إلا إذا لم يكن هناك أي خيار آخر غيره. ويجب العلم بأن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر يمكنهم التحكم في هذه المشكلة عن طريق الاستمرار في النشاط والحركة ومحاولة فهم طبيعة الألم والأسباب التي تؤدي إلى حدوثه بشكل أفضل، حيث إن ذلك يساعدهم في الاستمرار في القيام بمهامهم اليومية دون الحاجة للجوء إلى الجراحة.
Add a Comment